ذ. عبد اللـه عزوزي
في مناطق شتى من العالم، راودتْ فكرة محاربة الفقر و القضاء على الفوارق الاجتماعية العديد من المصلحين الاجتماعيين و فاعلي الخير و مديري المؤسسات الإحسانية .. غير أنه تبين لهم، بعد سنوات من الممارسة و العمل الميداني، أن العمل الجمعوي / الإحساني، مهما كانت أهميته و قدرته على التأثير في الواقع و إعادة صياغته، أنه لا يمكنهم عبره (العمل الخيري) تحويل مسار بلدانهم من سكة التخلف و الضعف إلى سكة التقدم و الرفاهية و الازدهار .. لذلك، اقتنعوا بأن أحسن باب يمكنهم ولوجه للوصول إلى قُمرَة قيادة التغيير المجتمعي هو المسار السياسي، نظراً لما يتيحه من تحكم في الإعلام بشكل إيجابي و سن القوانين المرتبطة بالتعليم و الصحة و الوظيفة و الانتخابات، و كافة التشريعات المرتبطة بحياة الإنسان المعاصر، فكان منهم من انظم إلى أحزاب قائمة بالذات، و منهم من أسس أحزاباً جديدة .. و بغض النظر عن متى و كيف و أين، فإن العديد من أولئك الفاعلين الاجتماعيين و جدوا أنفسهم فوق كرسي الرئاسة أو على الأقل على كرسي رئاسة الحكومة…
المغرب، مثله مثل تونس و مصر و باكستان و فينزويلا، و البرازيل، و إثيوبيا و الكونغو الديموقراطية ليس منعزلا عن هذه الحالة .. و ما تجربة حزب العدالة و التنمية إلا واحدة من التجارب التي يمكن الاستشهاد بها، و في الاستدلال على هذه الظاهرة ( ظاهرة التحول من العمل الاجتماعي إلى العمل السياسي بهدف إحداث قفزة تنموية عريضة) .. لكن السؤال، هل استطاع هذا الحزب الدفع بالمغرب إلى الأمام ..؟ هل تحقق شيئاً ذي بال ..؟ و إن كان قد حصل، فعلى أي مستوى ..؟ ترى هل تقدمنا إلى الأمام، أم خطونا خطوات إلى الوراء ..؟ و إن ثبت الرجوع .. فهل ذلك يعني أننا بصدد الاستعداد إلى خَطْو خطوات عملاقة إلى الأمام ..؟
فإذا كُنتَ من المتفائلين بخصوص الإصلاحات التي باشرتها حكومتَيْ ما بعد الإصلاح الدستوري، فالمرجو أن تذْكر ما يدفعك إلى ذلك ..؟ و إن كُنتَ من غير الراضين على حصيلة التدبير العمومي، فالمرجو تذكيرنا بما يحملك على ذلك ..؟