ربما تنفرد النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة في المشهد النقابي المغربي بالعناية والاهتمام بالأنشطة التكوينية والنقابية، بما لهذه الأنشطة من دور تفعيل وتطور الأداء التنظيمي للنقابة في علاقتها بمناضليها وعموم الفاعلين في الجسم الصحفي والإعلامي الوطني، وهذا ما تحرص عليه الأمانة العامة منذ تأسيس النقابة، رغم ما عانته من تحديات وضغوط من قبل الذين التحقوا بها خلال مسيرتها النضالية المستمرة حتى اليوم .. خصوصا، الذين كانوا يريدون الركوب على مشروعها النقابي لتحقيق الأغراض التي تتعارض مع أهدافها النضالية والتنويرية.
إننا نطرح هذا الموضوع للنقاش للمنتمين إلى النقابة وللرأي العام الوطني، من أجل التقييم والارتقاء به في المستقبل لعلاقته بإبراز الدور المحوري للنقابة في علاقتها مع محيطها المجتمعي والمهني .. وفي هذا الإطار، لا زالت الأمانة العامة للنقابة حريصة على التمسك بهذا السلوك حتى في إطار المعركة التنظيمية التي تخوضها من أجل توفر شروط عقد المؤتمر الوطني الأول رغم محاولات التشكيك والتضليل التي تواجهها في هذا المسلك التنظيمي الذي يشكل أحد أهم وسائل إثبات شرعية وجودها في المشهد النقابي الوطني، والذي لا ينافسها فيه باقي الشركاء حتى الذين يتوفرون على وسائل الدعم والتمويل الدائمين من الدولة وغيرها من الأطراف السياسية والاقتصادية.
على نقيض من يتهمون النقابة بما لا يتجاوب مع مشروعية دورها النقابي والنضالي .. نقول لمعارضي توجهها التأطيري والتنويري، أنها منفتحة على كل ذوي النيات الحسنة والضمائر المواطنة النبيلة للعمل معها في هذا المجال، سواء اتجاه الفاعلين المهنيين في الصحافة والإعلام، أو اتجاه المجتمع .. ولن تتأخر في القيام بواجبها وما يفرضه النشاط التكويني أوالتنويري من التزامات .. وفي هذا الإطار، تبارك النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، الخطوة التشجيعية والتضامنية التي يقدم عليها السيد وزير الثقافة والاتصال مشكورا، اتجاه الجمعيات والنقابات الفاعلة في قطاعي الثقافة والاتصال، من أجل دعم تحركها وترجمة برامجها التأطيرية والتنويرية التي تقوم بها.
إن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، تعد نموذجا للتنظيم الفاعل والمؤثر في محيطها المجتمعي، وليس نسخة من المنظمات التي تشتغل للمناسبات والمؤتمرات فقط، كما هو حال واقعنا الحزبي والنقابي والمدني الحالي .. وما نتمناه هو أن تجد النقابة فرص التعاون والعمل المشترك مع جميع الأطراف من أجل المزيد من تفعيل وتكريس هذا الدور المحوري لوجودها التنظيمي في المشهد الصحفي والإعلامي.
