*حستية بن الصغير
عاد من جديد يوم 8 مارس، هذه المرة جلست و كلي أمل حتى و أني اعتقدت أنه العيد و ارتديت بذلة جديدة .. أترقب عودتكم .. أنتظركم، أنتظر أن توزعوا علي الحقوق .. لكن، كالعادة تعودون و أتعجب لحضوركم، تكريم بدون كرامة و تهاني في غياب الفرحة .. توزعون الورود و تنسوا الحقوق، و أشعر بجسدي الهزيل يحترق و الدخان يتسرب من نافذتي، و رائحته وصلت إلى أنف المسؤولين.
أيام تتلوها أيام، و سنوات تتلوها سنوات .. يضيع العمر ويضيع الحلم .. و ما تعتبرونه مكتبي أراه أنا زنزانتي، و ما ترونه كرسيا مريحا أشعر به كرسي تعذيب و أشعر أنني أسيرة بظلمكم و القيود تدمي يدي و قدمي .. إنكم تهنؤون المرأة الجسد و ورودكم لم تكفكف دموع الأسى، و لم تداوي جراح نفسي العليلة.
سأنتظر عودة الربيع .. لحظة أرجوكم، لم أقصد ربيع العمر، فحيانتا أصبحت كلها خريف و حقوق تتساقط .. مهلا أيها المسؤولون، لم أقصد ذاك الربيع، فحتى كلمة “الربيع” أصبحت مخيفة .. ما قصدته أنني مثل كل الكائنات الحية على كوكب الأرض أنتظر ربيع الطبيعة كي أستنشق عطر ورد حقيقي بأشواكه و أوراقه، فورودكم بدون عطر و تبدو مزيفة مثل ابتسامتكم و مثل وعودكم و خطاباتكم .. لكن، حتى لو اندثر الربيع و انقرض الفصل من بين الفصول، ففي أعماقي مغروسة أجمل الورود، إنها الأمل في الله و أريجها صبري الذي يُخجل كل المسؤولين، و نداها العرق الذي يتصبب من جبيني في غياب أجري .. و أسألكم كيف تسمون 8 مارس عيدا ..؟ ! ألا تخجلون و أنتم تقدمون لنا التهاني .. ؟ !
*موظفة بالملحقة الادارية الأولى باشاوية وزان عمالة اقليم وزان بدون راتب و لا إجازة سنوية منذ 10 يناير 2011