ذ. عبد اللـه عزوزي
الوضع الذي كان يعيشه المجتمع المغربي قبل تعرفه على ثقافة المقاطعة، واهتدائه إلى تبنيها، قريب إلى حد كبير (على الأقل في بعض الجوانب الإيجابية التي تهمنا هنا) من الوضع الذي كانت تعيشه المرأة المغربية طيلة العشريات، الممتدة من فجر الاستقلال إلى نهاية القرن العشرين .. و رغم أنه لا يحق لنا هنا التعميم مطلقا، إلا أن الكثير من الإنتاجات الصحفية و الفنية و محاضر القانون القبلي تؤرخ ل – و تحكي – عن حالات عنف و اضطهاد للمرأة (كطرف صامت و مستغل) من طرف الرجل (الزوج) دون أن يكون لها حق إنهاء العلاقة الزوجية و الفرار من جحيم القفص الحديدي بأقل الخسائر النفسية و المادية .. ! لكن، مع تفطن المشرع لاختلال ميزان القوى داخل البيت الأسري، فإنه بادر إلى إعطاء المرأة الحق في طلب الطلاق ( لوجود أسباب الشقاق)، و إن كانت الكثيرات اليوم تستغلن هذا الترخيص، الذي أصبح في حد ذاته ثغرة قانونية تنتحر من ثقبها العديد من الأسر، من أجل التفرغ “لقضايا كبرى ممتدة من المحيط إلى الخليج” ..!
اليوم، و في أوج و سياق المقاطعة، يظهر أن الشعب بصدد التعبير عن حالة شقاق مستمرة مردها كثرة الكدمات التي استقرت على وجهه و ظهره من طرف من كان يفترض فيهم أن يحموه و يدافعوا عن جيبه و دخله. إن الشعب اليوم منزعج .. مندمج .. ممتنع .. مغترب، و ما عاد تلك “الزوجة” التي كانت تنفق على الرجل ليلا و نهارا، في الوقت الذي يكتفي فيه هو بكي ظهرها بالنار و بالسياط، بشكل رجولي و سادي، ياسادة.