أنتم معنيون يا أعضاء تحالفنا الحكومي بمواجهة غلاء الأسعار وحماية القوة الشرائية للمواطنين
كما سبق لنا في مقارباتنا النقدية والتقييمية لتدبيركم الحكومي، وليس من خلال ردود الفعل التي خلفتها سياسة التحرير الاقتصادي التي لازلتم تتمسكون بها لاحتواء أعطاب الأزمة الاقتصادية الهيكلية، وترميم مظاهر العجز في ميزانياتكم السنوية التي لم تعودوا قادرين على تجاهلها، سواء في التسيير أو التجهيز، لا نجد اليوم ما يجعلنا نتخلى عن مطالبتكم بضرورة استعجال المعالجة لتداعيات هذه الأزمة التي يعاني منها الوطن في مجال الاستهلاك، خاصة في هذا الظرف االمرتبط بشهر رمضان الأبرك المعروف بتزايد الاستهلاك وارتفاع تكاليف مواجهة حاجياته .. خصوصا، بالنسبة للسواد الأعظم من فقراء المغرب ومحدودي الدخل.
إن ما بلغته مبادرة المقاطعة في وسائل التواصل الاجتماعي يفرض عليكم يا أعضاء تحالفنا الحكومي ضرورة التحرك والتعامل الإيجابي مع نبض الشارع ومطالبه العادلة، بدل الرهان على لغة الاتهام والانفعال .. ونعتقد في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أنكم أحرص على السلم الاجتماعي وحماية الوطن من الفوضى ومخططات أعداء الاستقرار، وتعلمون جيدا ما يقتضيه وجودكم على رأس القطاعات الحكومية المعنية بهذه الأزمة المفتعلة من ضرورة استعمال الحلول الكفيلة باستئصال تداعياتها وأسبابها.
إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ننبه فقط ونترك لضمائركم حرية اختيار الحلول المناسبة للحد من تفاقم هذا الواقع الناتج عن سوء التعاطي مع مساوئ الأزمة الاقتصادية، التي يدفع ثمنها فقراء ومحرومي الوطن اليوم، وإصرار المعنيين بها على تجاهل الغليان والاحتقان والنقد المجتمعي .. فكم تحدثنا في جريدتنا المستقلة بريس، عن ما تقتضيه نتائج هذه الأزمة لاحتوائها والاستجابة لمطالب ضحاياها.
إذن، أنتم معنيون يا وزراء الاقتصاد والمالية والشؤون العامة والحكامة بالبحث عن الحلول التي تمكن من احتواء الأزمة وتداعياتها .. ونظن أنكم واعون اليوم بأن أغلب الاحتجاجات الاجتماعية التي عرفها المغرب مؤخرا مرتبطة أساسا بالاحتقان الذي خلفته تدابير سياساتكم العمومية التي عمقت مظاهر الإقصاء والهشاشة والبطالة والبؤس، عوض أن تعمل على احتواء أسبابها .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الإسراع بمراجعة الأخطاء وتقوية المبادرات العلاجية للمشاكل المطروحة هو الذي يمكن الوطن من تجاوز هذه الظرفية وتحدياتها الضاغطة والواضحة في المعيش اليومي لعموم المواطنين، ولهذا فإننا لن نعيد ما تضمنته مواقفنا في هذا الملف المرتبط باقتصاد الوطن، الذي تصرون على توسيع مظاهر تحرره في غياب شروطه الدنيا التي لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من توفيرها حتى الآن.
إن مسؤوليتكم يا أعضاء تحالفنا الحكومي تفرض عليكم التدخل مبكرا لاحتواء الأزمة التي تفاقمت، سواء فيما يتعلق بأسعار المحروقات أو أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، بعيدا عن التدابير الانتقائية، ناهيك عن غياب الحوار المجتمعي التشاركي الكفيل بالاستجابة لمطالب الفئات الاجتماعية التي تعاني من آثارها الكارثية المغيبة في تعاطيكم الحكومي مع الأزمة حتى الآن.
نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نزايد عليكم يا أعضاء تحالفنا الحكومي، و لا نريد التشفي في الصعوبات والتحديات التي تواجهكم .. لكننا، ومن منطلقنا المواطن والمسؤول، ودورنا في الرأي العام الوطني النقدي والاقتراحي، نطالبكم بالاستعجال في إيجاد الحلول والمعالجات التي تتطلبها الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت مساوؤها في جميع المجالات، والتي تأكدت في مقارباتنا من مظاهر القصور التي تعاملتم بها مع معطياتها حتى اليوم، وإذ نخاطبكم بهذه الروح المواطنة، فلنا الأمل الكبير في انتصار مشروعية مطالب المواطنين المغاربة وحتمية التحكم في الغلاء وحماية القوة الشرائية للمواطنين من خلال مبادراتكم المسؤولة والمواطنة في هذا المجال، إذا كنتم تمتلكون الوعي المتنامي اتجاه هذا الواقع الذي أصبح عليه اقتصاد الوطن بفعل محدودية ومساوئ السياسات الحكومية المتبعة.