قليلة هي نسب التوقع في نجاح أطراف الأغلبيات، سواء في البرلمان أو الحكومة أو المجالس المنتخبة الجماعية والجهوية .. فالأغلب والأكثر توقعا هو الاتفاق على الضجيج والتسويق الإعلامي للاتفاقيات، بدل ما يكون قد تم التعاقد عليه بين أطراف هذه الأغلبيات في مقابل ارتفاع نسب الفشل في عدم ترجمة ما يتم الاتفاق عليه تحت الأضواء لتغطية القنوات التلفزيونية والإذاعية والرقمية الوطنية والدولية.

نستحضر هذه المقدمة على ضوء الضجة الإعلامية بعد توقيع أطراف الأغلبية الحكومية على ميثاق العمل، في الوقت الذي يجب أن تكون هذه الضجة حول المبادرات والمشاريع التنموية لأطراف هذه الأغلبية الائتلافية الحالية، كما يتحدث عنها الناطق الرسمي باسم الحكومة من حين لآخر، مع أن ما يجب التسويق له هو استعراض الأجندة التي سيكون عليها مضمون الميثاق الحكومي الموقع عليه بين مكونات هذه الأغلبية .. ونعتقد في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الرأي العام الوطني لم يعد في حاجة إلى هذا التعامل الذي يحاول استغفاله، مما يجب أن يكون عليه الكلام المعبر عنه اتجاه رؤيا وأهداف هذا الميثاق الحكومي الذي لا نختلف مع الناطق الرسمي باسم الحكومة في أهميته للدفع بالتحالف الحكومي لإنجاز ما اتفق عليه في البرنامج الحكومي المصادق عليه في البرلمان.

إن التوافقات الظرفية عادة لاتخضع في تكريسها إلى البهرجة الإعلامية والصحفية، بل إلى عرض أجندتها الزمنية وعرض محاورها حتى لا تبقى مجرد توافقات لاحتواء التطلعات والخلافات المطروحة .. ونظن أن تحالف الأغلبية الحكومية قد استوعب الدرس وأصبح معنيا بتحصين نفسه من المزايدات السياسوية التي تخدم مشروع الأغلبية والالتزامات المعبر عنها لقواعد أحزابها وللرأي العام الوطني .. وسنكون في المستقلة بريس، مع هذه الأغلبية إذا ما برهنت بجدارة على ترجمة مضمون الميثاق الجديد، الذي قال عنه زعيم التجمع الوطني للأحرار بأنه مسار التنمية، ولن نتأخر في التنويه به إذا ما عرف طريقه للتحقق على الأرض في هذه الولاية التشريعية والحكومية.

لن ننصح أطراف الأغلبية الذين يعرفون أنهم معنيون بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في نهاية ولايتهم الحالية، وأن شروط المرحلة وحجم التحديات والإكراهات تفرض عليهم تسريع وتيرة العمل والتدخل لترجمة مسار التنمية في برامج القطاعات الحكومية المسؤولين عنها، حتى يكون عنوان هذا الميثاق في مستوى ما تم التوافق عليه بين مكونات هذه الأغلبية المعنية بالحسم مع كل المعوقات التي كانت تحول دون الالتزام بالمشاريع المتوافق عليها في البرنامج الحكومي، وفي ميثاق الشرف، ولن نعفي أنفسنا من ممارسة النقد والنقد الذاتي إذا ما تمكنت هذه الأغلبية من الوفاء بالتزاماتها.

هذه الرؤيا التي نطرحها من موقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، هي جزء مما نشعر به كمغاربة، وعبر جريدة المستقلة بريس، لسان حالنا، أننا لن نتحفظ في تناول التدبير الحكومي لهذه الأغلبية الذي سيكون موضوعيا ونزيها، ونبرز فيه الإيجابي والسلبي في هذا الأداء الحكومي، ومعبرين عن وجهة نظرنا المستقلة والمواطنة اتجاهه في أفق تجسيد جانبا من رؤى الرأي العام الوطني، الذي نتمنى أن يتعامل مع أداء هذه الأغلبية بما يكفل الرفع من جودة منتوجه على المستوى القطاعي أو الشمولي، بالرغم من عدم تجانس الهيئات الحزبية المشكلة لهذا التحالف الحكومي، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية بقيادة الدكتور سعد الدين العثماني.