(إشكال برنامج 25 ألف إطار-الكفاءة المهنية)

فاس / سعاد العثماني

اعتدنا في هذا البلد أن نسمع عن البرامج الجديدة والإصلاحات المتتالية عند ظهور آي حكومة جديدة، وتكون هذه البرامج أو الإصلاحات -المزعومة- الوصفة السحرية التي تعتمدها الحكومة الجديدة، في سحر عقول الشباب، وتنويمهم .. لكن، ما إن تنتهي هذه الحكومة، حتى تترك للحكومة الموالية هذه البرامج على الورق، وبدون إجراءات التنزيل، وأفاق التدبير.

ومثال على هذه البرامج والإصلاحات -المزعومة-، برنامج 25 ألف إطار، الحاصلين على شهادة الكفاءة المهنية، الذين خدعوا بهذه الوصفة السحرية للحكومة السابقة، فانخرط شباب المغاربة في الورش التنموي، كما أوهموهم، تحت شعارات براقة وأمال موهومة.

لكن، للأسف بعد انتهاء التكوينات، والتي صرفت فيها جهود وأوقات كبيرة، لطاقات متميزة من خيرة شباب هذا الوطن، كما صرفت فيها أموال باهظة من خزينة الدولة، لتأهيل هؤلاء الشباب، للقيام بمهامهم اتجاه وطنهم، وجدوا أنفسهم في الشارع، وتبخرت وعود الحكومة بتسهيل إدماجهم في سوق الشغل .. فلم يجد هؤلاء الشباب في الأخير من يحضنهم سوى الشارع، ولم يجدوا من يسمعهم سوى أسوار المؤسسات الحكومية، كأنها فارغة من مسؤوليها، فلا حياة لمن تنادي، صموا أذانهم عن سماع صوت الشباب، الذي يقولون -زعما منهم- أنهم يراهنون عليه في بناء مستقبل البلد.

وهكذا ضاعت أحلام وآمال الشباب المغربي، بضياع برامج وإصلاحات الحكومات المتتالية على هذا البلد، فمن يوقف هذا النزيف، وهذه السيولة واللامسؤولية لحكوماتنا المتتالية، وبالنسبة لي ولكثير من الشباب مثلي، الحل الوحيد هو النضال المستمر حتى تحقيق المكاسب، فلا تراجع ولا استسلام، لأن النضال هو الآلية الوحيدة لإسماع صوت المظلومين.