ردا على صاحب مقال “الدعم الحكومي بين الحقيقة والافتراء”
ربما سيكون من تابع عدد يوم 25 دجنبر الجاري، من يومية أخبار اليوم قد قرأ مقالا مثيرا للجدل لأحد أبواق الصحافة (المستقلة)، التي استفادت من كعكعة الدعم الحكومي للصحافة الإلكترونية، الذي جاء تحت عنوان”الدعم الحكومي بين الحقيقة والافتراء”، الذي عبر فيه كاتبه عن قناعاته الإيديولوجية والسياسية التي عفا عنها الزمن وأضحت في متناول من يؤمن بها، أو من يوظفها لأغراض أخرى، كما يفعل صاحبنا في هذا المقال، الذي يدافع من خلاله على ولي النعمة وغيره من حيتان الصحافة (المستقلة)، التي تأخذ حصة الأسد من الدعم الحكومي والإشهار، بدل أن يوجه هذا الدعم إلى القاعدة العريضة من الصحف الجديدة والفتية التي تؤثث مشهدنا الصحفي الورقي والإلكتروني.
من حقك يا “كاري حنكو” لهؤلاء الذين يسيطرون على مشهدنا الصحفي بمنتوجهم الذي يوظف كل الرؤى والمناهج القذرة والمتعفنة للحصول على المنافع، وحتى حينما أصبح هذا الدعم من نصيبهم، وأضحى رواد لغة المعارضة القذرة المعلومة يطالبون بنصيبهم من الدعم المخصص للصحافة الإلكترونية حتى لا يعلنوا عن إفلاس مقاولاتهم التي لا تقرأ صحفها إلا في المقاهي، وفي مكاتب الإدارات والمصالح المرتبطة معها بعقود.
من الكبائر، أن تتحدثون بهذه الصرامة في التحليل الاقتصادي لواقع مقاولاتكم التي تقولون عنها أنها بلغت في استثماراتها إلى رقم 50 مليار في مقابل الدعم الحكومي الذي لا يتجاوز 5 مليارات، وأن الأجور التي يتقاضاها العاملون في مقاولاتكم تفوق 5.800 درهم شهريا، وأنكم لستم في حاجة إلى الدعم الذي بلغ عند بعض مديري صحفكم أكثر من 280 مليون سنتيم، وأن الأجرة الشهرية لبعض الأسماء منكم تتجاوز 15 مليون، بحيث يصبح مدخولها اليومي يتجاوز 5.000 درهم يوميا، أسبوعية الأيام نموذجا، من المفترى ومن صاحب الحقيقة إذن في هذا المقال ..؟
بالفعل تستثمرون 50 مليار، ولستم في حاجة إلى هذا الدعم الحكومي الذي لا يتعدى 5 مليارات، وأن ما تطلبونه هو المزيد من الحرية لخطكم التحريري فقط ..؟ وإن بإمكانكم تجسيد الإعلام الحر والمستقل والممارس لوظائفه المهنية، كما هو في الدول المتقدمة.
لن نقول عنك أنك تحاول تبرير الكعكعة التي حصلتم عليها من هذا الدعم للصحافة الإلكترونية مادام واقعكم يعكس حقيقة المثل المغربي الذي وظفناه في مقالنا السابق، في موضوع الدعم السخي والحاتمي الجديد الذي يقول” زيد الشحمة في (…) http://www.almostaquilla-press.com/articles/19989 ، ولكم أن تعلقوا عليه رغم اعتياد عموم المهنيين على ذلك، ولمَ لا تكونوا كذلك وأنتم تمثلون الصفوة العالمة التي يجب أن يكون التعامل معها بهذا النموذج من الدعم المخدوم، الذي تعرفون كيف تحصلون عليه على حساب المحتاجين إليه، بما فيهم الذين يأكلون النعمة ويسبون الملة .. ومن يطالبون بحصة الأسد من الدعم العمومي للصحافة والإعلام ..؟
ربما عزاؤكم الوحيد هو الاختباء وراء المزيد من الحرية للخط التحريري، وهذا المطلب أصبح متجاوزا، لأنكم لا تعترفون بالخط التحريري للمقاولات التي تنافسكم، فبالأحرى القبول بالاختلاف والتعدد في ممارسة المهنية داخل مشهدنا المغربي، وإن كنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، معكم في مطلب تخفيض الضريبة على القيمة المضافة من 21 % إلى 12 % من أجل إلغاء الريع والدعم الذي تحتكره صحفكم التي فقدت مخالبها بنعمة الإشهار والدعم المتعدد والحاتمي إلى جانب الصحافة الحزبية التي تنافسونها على الدعم الحكومي.
هل تستطيع يا صاحب العنوان الذي يكشف عن عورة من يحصلون على الدعم، انطلاقا من خطهم التحريري الوضيع والمأجور والمخترق، كيف يتصدر بعضهم هذه الجوقة المدعومة قائمة من يحصلون على أكبر الأجور، كما فضحتها “تلكسبريس” في 15 مليون، وأن مدخول أحدهم اليومي يتجاوز 5.000 درهم سنتيم، وأن الحصاد السنوي يتعدى المليار ..؟ ولماذا كانت هذه القيمة لصحف الحيتان دون غيرها من الصحف الورقية والإلكترونية ..؟ ولماذا دخلت هذه الصحف على الخط للاستفادة من دعم الصحافة الإلكترونية .. و .. و ..؟
إن هذا الواقع العبثي يؤكد أنكم جزء من المؤامرة التي يعاني منها السواد الأعظم من الصحافيين والإعلاميين، الذين تشهر في وجوههم يافطة الانتماء إلى المخزن والدفاع عنه، في الوقت الذي انكشفت فيه دعارة هذه اليافطة التي يوظفونها للحصول على الكعكعة والريع من هذا المخزن المفترى عنه اليوم.