الغرب وإفلاس مخططاته اتجاه محور المقاومة في الشرق العربي
بدأت تلوح في الأفق هذه الأيام ملامح انتصار محور المقاومة على خصومه من حركات المعارضة والإرهاب القاعدي والداعشي، ومدعمة من الدول الغربية بقيادة أمريكا، حيث انهارت جميع محاولات إسقاط النظام السوري وحلفائه، وفرض الحكم الإخواني الذي يمكن أن يمهد إلى تقسيم المنطقة وتحويلها إلى دويلات طائفية متصارعة، وقد ظهر جليا خطاب بشار الأسد الأخير، إلى أن المشروع الغربي المعد سلفا للمنطقة قد سقط بفضل صمود الجيش السوري وحلفائه الروس والإيرانيين وحزب اللـه، وأن الانتصار أصبح وشيكا إن لم يكن قد بدأ في المناطق التي استعادها النظام السوري حتى الآن.
لم يكن واردا هذا السقوط المدوي للغرب في سوريا بعد أن أصبح الانهزام المتسارع في هذه الحرب المقدسة التي يخوضها الغرب ضد محور المقاومة بأكثر من 40 دولة، وبعد أن تكلفت دول الخليج النفطية بتمويل العصابات وأطياف المعارضة المسلحة والتكفيرية، وجندت لذلك المستعدين للموت المدفوع الأجر من جميع الجنسيات الأمريكية والأوربية والعربية رغم عزل النظام السوري، وإحكام الحصار حوله في جميع المنظمات الإقليمية والدولية، إلا أن سير العمليات وصمود النظام وحلفائه غير من معطيات هذه الحرب القذرة التي كان الهدف منها تمكين الإخوان المسلمين في سوريا من الاستيلاء على السلطة، ودحر الحزب الاشتراكي السوري وحلفائه من روسيا وإيران وحزب اللـه، ورغم الدمار وارتفاع تكلفة الحرب، تتجه المعارك اليوم إلى ما لا يريده الغرب رغم تحالفه العسكري والمالي والسياسي، مما يؤكد أن سير الصراع سيفضي إلى خراب آخر مشروع استعماري جديد، بعد أن تبخرت أهداف مشروع سايس بكون الأول في بداية القرن 20.
إن كل المؤشرات تؤكد على اندحار المشروع الغربي الهيمني في المنطقة الذي بدأ من مصر التي أسقطت أحلام الإخوان المسلمين في البقاء على رأس الدولة، ومن المؤكد أن تباشير النصر التي تتعزز الآن عقب انهيار حكم الدولة الإسلامية في العراق وتساقط المناطق التابعة لها في سوريا سيفضي إلى عودة الشرعية وصلابة وحدة النظام في العراق وسوريا، بعد فشل الغرب وتركيا في ترجمة المشروع الهيمني التقسيمي، وإسقاط محور المقاومة المعادي للوجود الاستعماري الغربي في المنطقة، وتؤكد جميع التوقعات أن محور المقاومة سيحقق انتصاره على الغرب رغم مشاركة دول الخليج إلى جانبه والذي سيتوج بالإعلان عنه قريبا.
لن نسبق الأحداث، فالقادم منها يحيلنا إلى أن السياسة الاستعمارية الصهيوأمريكية غربية أوربية في طريقها إلى الاحتضار، وإلى أن محور المقاومة للعربدة الإسرائيلية والأمريكية في الشرق العربي قد انتهى، وأن من كان يراهن على إسقاط محور المقاومة في المنطقة سيكون مصير توقعاته الفشل في جميع المجالات، وكما قال الرئيس بشار الأسد المؤمن بنبل المعركة التحررية التي تقودها سوريا الموحدة والقوية والمنتصرة قادمة، مهما كانت التضحيات المقدمة من الشعب السوري، ومن حلفائه المساهمين في هذه المواجهة التي انكشفت فيها جميع الأوراق التي تتعلق بالمشروع الغربي الأمريكي التركي الأوربي الغربي في فصول هذه الحرب المفتوحة الآن.