إن لم نقل نحن الحقيقة تاريخ مدينتنا سيُكتب بألف يد
يوسف الإدريسي
خرج علينا بمدينة اليوسفية موقع إعلامي محلي مقرب من حزب المصباح، بخبر يفيد بأن شركة إسمنت المغرب وبحضور البرلماني مهرية المنتمي لحزب العدالة والتنمية، تلتزم بتعبيد طريق إيغود شهر شتنبر القادم .. وهو الموقع عينه الذي خرج علينا قبل ثلاث سنوات بمقالات يبشر من خلالها ساكنة اليوسفية بزيارة تاريخية لوزير النقل والتجهيز آنذاك عزيز الرباح الذي وعد، بحسب الموقع الإعلامي نفسه، بتغيير مكان سكة القطار إلى منطقة جانبية أفضل من سابقتها، وهو ذاته من زف خبر الشراكة الثلاثية لإنجاز شبكة طرقية على طول 136 كيلومتر داخل المجال الترابي للإقليم، بغلاف مالي قدره 114 مليون درهم، حصة وزارة النقل منه 65 % والمجلس الجهوي 20% والمجلس الإقليمي 15 %، ليتم تجميد المشروع عقب انتهاء الحملات الانتخابية مباشرة.
كل ذلك لم يتحقق، كما لم يتحقق مشروع منارة المتوسط بالحسيمة التي تشهد الآن احتقانا شعبيا امتد إلى خارج الوطن، بسبب اصطفاف إعلامي مغلف بتضليل شعبوي غير محسوب إلى جانب أحزاب بعينها وأعيانها، على حساب البؤساء من الشعب.
الإعلام إن لم يكن إلى جانب الشعوب، فهو حتما إيذان بخراب الشعوب ذاتها، هذا إذا أدركنا أن التنوير هو من أدوار الإعلام إلى جانب التثقيف والإخبار.
يا ليتكم تعلمون أن الكتابة الصحفية مسؤولية مباشرة أمام الله ثم أمام النفس وأمام المجتمع.
ياليتكم تخلصون إلى أنها التزام لا يعني التواطؤ وخدمة أجندات حزبية ضيقة، بل هي في عمقها رسالة ميثاق تعاقدي يهدف أساسا إلى لفت أنظار المجتمع قصد القيام بإجراءات للتحري عن واقعه وآفاقه، وتقديم سبلٍ للخروج من أزماته حتى في أدقّ جزئياتها البنيوية غير الظاهرة، بعيدا عن أساليب التطبيل الزائفة
وإن لم نحرص نحن على استشراف مستقبل يليق بمدينتنا فتاريخها قد يُكتب بألف يد.