وادي اللبن
ذ . عبد اللـه عزوزي
هذا الاسم يعرفه جيدا الجالسون خلف المقود و كذا الجالسون جنب السائق و خلف مقعده، المسجلون في برنامج رحلات الشتاء و الصيف، و الليل و النهار، بين تاونات التي تتدهور و فاس التي تحتضر.
أما وزارة التجهيز فهي ربما تعتقد أن الأمر يتعلق بنهر لبن في الجنة معد للمتقين، ولا علم لها بأن الكلمة مرتبطة بوادي الموت، أو بنقطة مرورية سوداء على طريق الموت .. طريق أقرب لطريق النمل المنشغل بنقل حبات القمح و التين و اللوز و الزيتون من فيافي تاونات و تخزينها في مخازن الإكليروس بفاس و بمخازن تلك التي تختبأ و راء فاس.
وزارة التجهيز متشبثة بتبني “عين ميكة” على طريق ذاع صيتها وطنيا في عدد حوادث السير، بل في فضاعة و ثقل حصيلة تلك الحوادث، و لا زالت لم تبد أي حسن نية في رفع هذا الظلم عن سكان تاونات الذين يلزمهم تدني الخدمات بالمدينة خاصة، و بالإقليم عامة، إلى تعقبها إلى وسط مدينة فاس وعلى أبوابها، و لسانهم يلهج ب “شاي الله أمولاي دريس” كلما انحرفت بهم سيارة أو شاهدوا أخرى خارج الطريق منقلبة على عقبيها بسبب سوء أحوال هذه الطريق.
فها هو لا يكاد يمر شهر حتى يقفز اسم هذه الطريق الرابط بين ضريح مولاي دريس، مؤسس فاس سنة (172 هجرية)، و ضريح سيدي بوزيد (1300هجرية) بتاونات، إلى واجهة إعلام الرعب .. فها هي حادثة يوم أمس بمنطقة “وادي اللبن” التي نجى منها المستشار البرلماني علي العسري بفضل الألطاف الإلاهية و سجل الرجل الخيري والنضالي، تطوح باسم “الشريان الطرقي” في سماء الأخبار و تنفجر مدوية بين أحذية كافة كائنات الغرفة الأولى والثانية اللامعة، بل قد وصل صداحا إلى مكتبي الوزيرين عبد القادر عمارة و نجيب بوليف، فضلا عن المكاتب الصغرى هنا و هناك المكيفة.
فهل تعوز الدولة المغربية أموالا تبني بها طريقا في مستوى شباب يحب الحياة و يؤمن بالخير و ينام على أصوار مهد المملكة المغربية البالغ عمرها 13 قرنا، أم أنها تعتبر حياتنا “موازنة مالية و تخفيض للنفقات العامة” ما دام عذرها لا يتجاوز “الإكراه المادي و قلة الموارد ..؟”