الشاعر البحيري في تأبين الأستاذ كاريس : الفقيد كان يحب الحياة
يوسف الإدريسي
قال الشاعر عبد اللطيف البحيري في قصيدة تأبينية باللغة الفرنسية اختار لها عنوان “الشاهد”، إن الفقيد الأستاذ عز الدين كاريس كان يحب الحياة بشموخ وعزة لا نظير لهما، واسترسل البحيري في قصيدته التي ألقاها في حفل تأبيني نظمه أصدقاء الفقيد، معرّجا على ما أسماه في أبيات قصيدته بفوضى المشاعر التي لم يكن يتوقعها أحد بفقدان المرحوم عز الدين كاريس، هذه الفوضى التي مثلها الشاعر كنبات عشبي متوحش يلتف حول صفاء الورود وجمالها، ويخرب كل شيء رائق تماما مثل الساطور الذي يرعب القلوب .. واستدرك الشاعر وهو يذرف الدموع، كون العناية الإلهية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحتج أو نقف أمام قدرها، أو حتى ننظر إلى حجم حبل المشنقة المنصّب أمامنا طوعا أو كرها، إلا أن الماضي في الحياة يلتقطها بالرغبة في الحياة ذاتها.
وختم البحيري قصيدته التي خصها لزميل له مقام عال، على حد قوله، باستفهامات مفادها أن الحياة وإن أوهمت الجميع بسرمديتها، فهي مجرد حياة زائلة ذات صلاحية محدودة، وغير بعيد عن منصة الإلقاء، كشف الأستاذ المؤرخ مصطفى حمزة عن شعور مميز كان الفقيد يفرّد به مدينة اليوسفية التي التحق بها أستاذا لمادة الرياضيات سنة 1985، إذ إنه كان يهتم بكل صغيرة وكبيرة بالمدينة، وإن كان رحمه الله فضل قيد حياته الظل أكثر على وقوفه أمام الأضواء.
وشهد حفل التأبين شهادات مؤثرة لأصدقاء الفقيد وأفراد عائلته، إذ أجمع المتدخلون كون المرحوم عز الدين كاريس رحل في صمت كما عاش بين ظهرانيهم في صمت أيضا، لكنه بليغ وذو رسالة.