أنت من حرضت على المقاطعة يا سلال ..!
*فيصل زقاد
من المرجح جدا أن تكون السنوات القادمة بلاء و وبالا على الشعب الجزائري، في ظل الأزمة الاقتصادية التي توقعها المختصون، و أكدها صندوق النقد الدولي، ما دامت سلطة الأمر الواقع التي ابتلينا بها هي أيضا، مستمرة في حكمها الفاسد و العبثي بمقدرات البلاد المتبقية.
الوزير الأول الذي عوض أن يطمأن شعبه، فعل ذلك مع الشعب الفرنسي، قالها بلسان أعجمي بأن علاقته مع المستعمر القديم المتجدد، ستبقى كما هي أو أحسن بكثير، مهما يكون اسم القادم الجديد لقصر الاليزيه، وقد التمسنا له الأعذار لعدم إتقانه للغة العربية، لأنه من الجيل الذي زاول دراساته العليا في المدرسة الوطنية للإدارة (زعما زعما ..!) بلغة فولتير، غير أنه أضحك علينا المسؤولين الفرنسيين و الصحافة الدولية بكلماته الركيكة جدا و كأنه “زميقري” (مغترب أمي)، لم تفده عشرات السنون التي أقامها بفرنسا، في تعلم لغة القوم.
سي عبد المالك قال أيضا، أن الاستقرار الذي تنعم به البلاد يرجع لتضحيات الأجهزة الأمنية، وهو طبعا، كذب و افتراء، لأن الاستقرار المزعوم الذي ما لبث أن تزعزع، كان سببه البحبوحة غير المسبوقة، بموجب الارتفاع الجنوني للبترول، و المحاولة اليائسة لشراء الذمم، التي لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تؤتي أكلها إلى الأبد.
السيد سلال اختار توقيتا (يظنه مناسبا)، ألا و هي الحملة الانتخابية، ليصرح أمام الملأ بأن التحديات الأمنية تفرض علينا، ضخ أموال طائلة لضمان أمن و استقرار البلاد، و هو بهذه التصريحات المستفزة يحرض–عن قصد أو من دون أن يقصد- بقايا المشاركين لمقاطعة هذه الاستحقاقات .
طبعا، دولة الوزير الأول يعرف جيدا كيف يختار المصطلحات، بقوله “تفرض علينا” لأنه يعلم أن التعمد من تصريحاته تلك، ليس توجسا من الحدود الطويلة و العريضة و حالة اللااستقرار التي حلت بدول الجوار، بقدر خوفه و فزعه الشديدين من ثورة وشيكة قد تشتعل بدون سابق إنذار ضد حكومته، بسبب غلاء المعيشة وشح الخزينة العمومية، فاختارضخ أموال طائلة لضمان أمن و استقرار منظومته الفاسدة، و ليس من أجل استقرار الدولة كما زعم، و هو الحل السهل و البسيط، الذي أصطلح على تسميته “بالكل الأمني”، مثلما حدث خلال سنين الجمر، بعدما تم الانقلاب على الشعب الجزائري.
“ميكي ماوس” لم يمسك لسانه لهذا الحد من اللغو و الهراء، فقد استفاض قائلا أن الهدف الأسمى للدولة هو التوزيع العادل للثروات، غير أنه لم يخبرنا من هم هؤلاء الذين وزعت عليهم الثروات، لكن الشعب الجزائري يعرف هؤلاء الذين انقضوا على أموال المواطن “الغلبان”، إنهم أصدقاؤه و أصدقاء رجل المهام القذرة “أويحي”، وهم لا يخفون ذلك، بل يتفاخرون بهذه الصداقة”العفوية”.
هم لم يوزعوا ثروات البلاد للشعب بالعدل، لكنهم بالمقابل استطاعوا ا أن يتحكموا فيه و يعدلوا في توزيع الظلم و الفقر، هم عدلوا أيضا في توزيع اليأس و القنطة في نفوس الشباب الذي اختار الحرقة على أن يعيش مذلولا في وطن يحكمه السفهاء.
بعد كل هذه التصريحات، هل فهمتم الآن كيف شجع “سي سلال” المقترعين المفترضين على مقاطعة هذه الانتخابات “اللاحدث” ..؟
*مدون وناشط حقوقي جزائري