حكومة العثماني لا هي من الأغلبية الممنوحة ولا أكذوبة ابريل ..!
من المتوقع أن يتم الإعلان عن تشكيلة حكومة العثماني في أقرب الآجال، رغم كل التسريبات والرهانات التي نسجت حولها من هنا وهناك .. والأرجح، أنها ليست حكومة أغلبية ممنوحة، كما وصفها حسن طارق، أو من أكاذيب شهر ابريل المعتادة، بل ستكون من الأحزاب الستة التي قبلت أن تكون في التحالف الائتلافي الجديد الذي سيصوغ برنامجه الحكومي الذي سيتقدم به لنيل موافقة الأغلبية التي أفرزتها صناديق الاقتراع، وليس الأغلبية المضادة للمنهجية الديمقراطية التي لم يتمكن بن كيران من تشكيلها لتدخل حزبه المباشر في البحث في هوية وزراء أحزابها المستقلة عنه في المرجعية والبرنامج الحزبي المغاير لمنظوره كذلك.
لن نصادر حقكما يا توفيق بوعشرين وحسن طارق في صياغة وجهة نظركما اتجاه الحكومة المقبلة، إلا أن انفرادكما في الإيحاء بالمعرفة المعمقة التي لا يمكن للآخرين امتلاكها، هو الذي يحرض على حواركما .. فهلا نزلتما من هذا البرج العاجي الذي تنظران من فوقه لمشهدنا السياسي والحزبي الوطني وتقربان غيركما من مضمون الحقائق المسكوت عنها في هذه الضجة التي خلقها بن كيران بعد إعفائه من تشكيل الحكومة ..؟ فربما تتوفران على مصادر المعلومات التي لا نستطيع الوصول إليها، وربما مستوى الوعي السياسي لديكما غير متاح بالنسبة لجمهور الأميين السائد.
تم الاتفاق بين العثماني وزعماء الأحزاب الستة، وستكون الحكومة ممن سيمثل هذه الأحزاب، سواء كان العثماني راضيا على ذلك أو العكس .. ونعتقد في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن المشاورات تجاوزت أسباب “البلوكاج”، وسيقود حزب العدالة والتنمية الحكومة احتراما للمنهجية الديمقراطية، وإنها حكومة الولاية التشريعية الجديدة بالرغم من طبيعة تناقضات إيديولوجيات الأحزاب التي ستشكل منها، وهي الحكومة التي سيقودها الحزب الفائز بصدارة النتائج والحكومة التي سيعمل كل حزب فيها على ترجمة برنامجه الانتخابي، وهي التي ستعمل على استكمال الأوراش والمشاريع التي سهرت عليها الحكومة المنتهية ولايتها .. ومن المتوقع أن ينجح العثماني في خلق الانسجام بين مكوناتها رغم تباين الرؤى التي توجه أطرافها اتجاه قضايا الوطن المطروحة في هذه المرحلة.
مهما كانت علل هذه الحكومة، فالأنسب، أن تملأ الفراغ المؤسساتي الدستوري، وتباشر مهامها ذات الطبيعة الاستعجالية في جميع القطاعات، وأن تعمل على الاستجابة لانتظارات المغاربة الذين يترقبونها بفارغ الصبر منذ نهاية الاستحقاق البرلماني ل. 07 اكتوبر من السنة الماضية .. ونظن في المستقلة بريس، أننا كمغاربة جميعا لسنا في حاجة إلى هذه المزايدات البوليمكية التي لا تقدم جديدا للرأي العام الوطني، الذي يحاول هؤلاء إقناعه بصدق خلاصاتهم وأفكارهم الجاهزة اتجاه ما يتم القيام به لإخراج الحكومة الجديدة، التي لن تكون وفق التصورات التي يطرحها هؤلاء المنجمين لواقعنا السياسي الوطني.
لن نختم إلا بمناشدة الأخوين حسن طارق وتوفيق بوعشرين، بضرورة التوقف عن هذا الهذيان في التحليل الذي لن يعبر عن اجتهادات تتلاءم وطبيعة الدينامية التي تطبع عملية تشكيل حكومة الأغلبية الواقعية، وليس الأغلبية الممنوحة .. ومن المؤكد، أن تفاعلات الأحداث، وما يمكن أن يعبر عنه مستقبلا هي التي ستؤكد صحة هذا التحليل المتواضع لمسار عملية تشكيل حكومة الدكتور سعد الدين العثماني الجديدة.