لصالح من هذه الحرب الاستئصالية بينكما ياعبد اللـه البقالي ورشيد نيني ..؟!
يحز في النفس أن نجد أنفسنا في مواجهة فتنة صحفية لا تختلف في أجوائها وأسلحتها عن الحروب التكفيرية التي اعتدنا عليها .. فعلى ماذا تتصارعان ياصحفيينا المحترمين عبد اللـه البقالي ورشيد نيني ..؟ وهل أصبحت المعركة المقدسة مفتوحة بينكما، بدل أن تكون في القضايا المجتمعية المعلقة والمؤجلة ..؟ ولماذا تصر يا نيني على عدم تأخير لغة الهجوم المنحطة في مواجهة خصومك ..؟ وهل بالفعل أصبح عبد اللـه البقالي نكرة و “بقيقلي” كما صنفته بذلك ..؟ وإن كان وصفك له بهذا النعت يلتقي مع مايصفك به وأنت سيد العارفين ..؟
يخيل لنا أن الجهات التي أشعلت حرب داحس والغبراء بينكما لم تترك أي إمكانية لإصلاح الخلاف بينكما، إن لم تكن قد سمحت لكل الزيوت أن تحترق في هذا الخلاف المفتعل من خصومكما معا الذين لا يريدون أن تكون العلاقة بينكما طبيعية ومتينة .. والحق أن نقول لكما أنكما في الطريق الخطأ بهذا الخلاف الذي يحاول كل منكما اغتيال الآخر والتشطيب عليه من سجل أمة الصحافيين، ومن العينة الصحفية والإعلامية المشاغبة التي لا تخش في الحق لومة لائم.
من حق كلاكما، أن يدافع عن نفسه في هذا الخلاف الذي لا يخدم الأهداف النبيلة للعمل الصحفي الذي يقوم به كل واحد وفق الخط التحريري الذي يؤمن به وفق الرؤيا المهنية التي يرتاح لها في الإخبار والنقد والتحليل، وهذا ما يحرضنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلى مطالبتكما معا بوقف هذه الفتنة الطارئة التي ستأتي على كل ما هو جميل في تجربتكما الصحفية .. ولنا الأمل في أن تتوقفا عن هذه المواجهة التي سيستفيد منها خصومكما في انتظار نهايتها، التي نتمنى أن تكون سريعة، لأنكما من الأقلام المستهدفة من لوبيات التغيير والديمقراطية والتحرر في الوطن، التي لازالت تترقب مثل هذه المعارك حتى تتفرغ إلى أنشطتها الهدامة والمخربة في الوطن.
حتى لا تطول هذه الحرب المفتعلة بين الأطراف التي تديرها من وراء الكواليس، نقول لكما معا أن الإصرار على لغة الفضح والتفجير والتخوين لن تمكن أي واحد من الفوز في هذه المعركة التي أريد لها أن تكون وسيلة للإجهاز على المهنة التي ناضلتما من أجلها بحماس وإصرار، رغم كل المتاعب التي واجهتكما حتى الآن.
باللـه عليكما يا إخوتنا في مهنة المتاعب، قليلا من التواضع في استعراض تاريخكما الذي لا يمكن لأي كان التنكر له، وقليلا من الحفاظ على ما يسمح بالصلاح وإنهاء أسباب الخلاف بينكما لصالح ما ينتظر منكما الأصدقاء والأشقاء، وعموم أفراد مجتمعكما، الذين يترقبون مزيدا من الجهود والمعارك النضالية لترجمة مطالبهم وآمالهم المؤجلة في جميع المجالات، التي يجب أن تكون مساهمة الفاعلين في الصحافة والإعلام فيها وازنة ومؤثرة كلسان معبر عنها بما يقدمه شرفاء المهنة من اجتهادات وانتقادات، بعد أن غرق من يدعون تأطير المجتمع في المجال الحزبي والنقابي في الصراعات النخبوية على ما يمكن أن يحصلوا عليه، كالصراع الحالي على امتيازات ومكاسب الحقائب الحكومية التي لم يتوافقوا عليها رغم مرور أزيد من أربعة أشهر من المشاورات حولها.
لم يكن بإمكان النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن تتدخل في الخلاف بينكما لو لا تخوفها من تداعياته (الخلاف) الذي يؤثر على مصداقية جميع الفاعلين، لذلك نناشدكما أن تحولا صراعكما إلى مجال للتنافس والسبق في تعميق دور ومهمة الصحافة والإعلام في هذه المرحلة الدقيقة من حياة مجتمعنا الذي يحتاج إلى الفاعلين القادرين عن النيابة عنه والدفاع عن مصالحه وتطلعاته.