ماذا بعد الإدانة لشرعنة سياسة الاستيطان والتهويد يا جامعتنا العربية ..؟
سيكون الموقف العربي الرسمي من خلال الكيان الوحدوي ضمن باقي مواقف الرفض والطعن والمعارضة الذي ستعلن عنه المنظمات الأممية والدول المتعاطفة مع قضايانا العربية، ولن يكون هناك مفعول لموقف الجامعة العربية التي لم تفلح في تاريخها في اتخاذ المواقف الصارمة والحازمة، نظرا لطبيعة هويتها التي توجهها الدول المهيمنة على قراراتها التي تعرف إسرائيل أنها لن تتجاوز المواقف التقليدية النقدية فقط فبالأحرى بعد غياب الكثير من الدول التي كانت تمثل محور المقاومة حتى أصبح وجودها كعدمها.
لن نذكر مجلس الجامعة الذي ينوب عن الأنظمة العربية في تسيير الجامعة والتحضير لمؤتمرات القمة ولاجتماعات المنظمات المنبثقة عنها، أن مواجهة العربدة الإسرائلية تقتضي تغيير منهجية التعاطي مع مستجدات القضية الفلسطينية، وتحريك كل الوسائل المتاحة لها من أجل إرغام الكيان الصهيوني على وقف سياسته الاستعمارية والتهويدية المستمرة، ولو على مستوى إعادة التعبئة في صفوف العرب، وإنهاء الخلافات التي سمحت لإسرائيل بالاستمرار في مناهضة حقوق الشعب الفلسطيني الذي تعتبر قضيته القضية الأولى بالنسبة للعرب والمسلمين.
إن لم يعد بإمكان الجامعة القيام بوظائفها المحددة في ميثاقها الذي يجب تحيينه وتطويره في الاتجاه الذي يحول الجامعة إلى اتحاد عربي على قرار الاتحادات الجهوية المجاورة له، فعلى الأقل دعم الفلسطنيين في المحافل الدولية وممارسة الضغط على إسرائيل بلغة أخرى تسمح بإيقاف الهمجية والعربدة التي تقوم بها ضد الفلسطنيين اليوم، ودعم خطوات السلطة الفلسطينية في نضالاتها في المحافل الدولية لإنهاء ميزان القوى الذي يعمل اليوم لصالح الكيان الصهيوني .. هذه السلطة التي قامت بمجموعة من الخطوات التي عرفت بمشروعية المطالب الفلسطينية في الاستقلال وقيام الدولة وعودة اللاجئين.
إذن، بإمكان الجامعة العربية رغم ما تعيشه من سلبيات وتناقضات أن تدعم الموقف الفلسطيني وتنزع الاعتراف به من الدول التي لازالت إلى جانب إسرائيل .. ونظن أن للجامعة اليوم ما يمكنها من القيام بذلك لصالح الفلسطنيين، الذين لا يجب أن تظل قضيتهم معلقة إلى أجل غير مسمى، ولو في حال التشرذم العربي الذي تفاقم في ظل هذا الخريف الديمقراطي الذي عمق الفوضى والاضطراب والتوتر على امتداد الوطن العربي.
لن نختم الحديث عن جامعتنا العربية الموقرة فمن مرحلة تأسيسها إلى وضعها الراهن لا يزال الرهان عليها أن تظل بيتا لجميع العرب وملازم لكل الذين يحلمون بالوحدة والعزة والتطور والتحرر .. وما نتمناه في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن يتحرك العرب قبل فوات الأوان ولو بالوسائل المحدودة التي يمتلكونها لاسترجاع الحقوق وضمان الاستقلال والحضور الفاعل في الفترة المعاصرة.