* محمد شدادي
يتواصل لليوم السادس على التوالي الاعتصام المفتوح لممرضتين أمام مقر المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بتاونات؛ بعد دخولهما ضمن هذا المسار الاحتجاجي مع بداية هذا الأسبوع، إثر حرمانهما من حقهما المشروع والقانوني في الاستفادة من الانتقال ضمن الحركة الوطنية والجهوية وفق المذكرات الوزارية والمساطر القانونية المعمول بها، خصوصا بعد التحاق من يقوم مقامهما ضمن المستشفى الإقليمي بتاونات.
وكانت نتائج الحركة الانتقالية برسم سنة 2016 قد أفضت إلى انتقال الممرضتين، إلا أن هذا القرار بقي حقا مكتسبا مع وقف التنفيذ، وظل رهينا بشرط التعويض .. وبعد صبر مرير استمر فيه مسلسل المعاناة إلى حين مطلع هذه السنة، وبعد التحاق ممرضتين جديدتين بالمركز الاستشفائي الإقليمي بتاونات، كان من المفترض تفعيل مقررات انتقال الممرضتين بسلاسة، وتيسير الاستفادة من حقهما في الالتحاق بمقري عملهما الجديدان .. بَيْدَ أنهما فوجئتا بإصرار المسؤول الإقليمي لوزارة الصحة على حرمانهما من هذا الحق، وتفويته لمن لا يستحقه، في تحد سافر لكل الأعراف والقوانين .. وهو ما أجبرهما على الدخول ضمن هذا الاعتصام المفتوح، احتجاجا على التعسف والشطط الذي تعرضتا له من طرف المسؤول الإقليمي الذي أصر على الاستخفاف بالنصوص القانونية، وآثر تجاهل المساطر والدوريات الوزارية المعمول بها في هذا الصدد، ممعنا في نهج سياسة مريبة، بصيغ ملتوية، وطرق مجحفة، متدرجا بين الترغيب والترهيب لأجل التحايل على تمرير مقرر انتقال الممرضتين، وتفويت هذا الحق لمن لا يستحقه، خدمة لأجندات خاصة ذات أبعاد شخصية ..
وكان المكتب الإقليمي بتاونات للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ـ والذي آزر الممرضتين ضمن اعتصامهما المفتوح ـ قد أصدر بيانا شديد اللهجة (تتوفر الجريدة على نسخة منه) يندد فيه بهذه السلوكات الملتوية لإخضاع النصوص القانونية وتكييفه وفق مقاسات تخدم مصالح فئات محظوظة على حساب أخرى محرومة .. محذرا من الإمعان في تجاهل القانون لأجل عرقلة انتقال الممرضتين؛ عبر عقد اجتماعات ماراطونية مع أشخاص لا علاقة لهم بمشكل الممرضات، ولم يخولهن النظر في قضيتهن؛ من أجل إيجاد صيغ ملتوية للتحايل على القانون وتفويت الانتقال، وكأن إقليم تاونات لا يخضع لقوانين المملكة المعتمدة على امتداد التراب الوطني .. مطالبين في الوقت ذاته بفتح تحقيق عاجل ونزيه حول مجموعة من الاختلالات يعرفها قطاع الصحة بالإقليم في غفلة من المصالح المركزية.
وقد حاولنا مرارا دون جدوى الاتصال بالمندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بتاونات، بعد أن تعذر لقاؤها، بعدما فاجأت الأخيرة الجميع بخروجها ضمن عطلة لمدة 15 يوما .. ! بعد أن كانت وعدت الممرضتين ضمن لقاء مغلق بتكفلها بإتمام إجراءات انتقالهما، لتغادر فجأة مقر عملها متنصلة من وعدها، حيث ظل هاتفها خارج التغطية تجنبا للخوض في هذه المعضلة .. ليستمر صوت الممرضتين يصدح بحرقة بشعارات الانكسار والحرمان، عله يصل إلى المسؤولين ويحثهم على التدخل لتبديد هذه الغمة، وإعادة الأمور إلى نصابها.
*أمين الفرع الإقليمي ن.م.ص.م/ صفــرو