ذ. عبد اللـه عزوزي
الطحين” بهذا البلد العزيز و الأمين يتخذ أشكالا مقرفة، في حلقة دائرية تنسيك درجة القرف و البشاعة في المشهد الموالي بشاعة و قرف المشهد السابق. خمسة أيام بعد إعطاء الأوامر بطحن مواطن من إمزورن كان ينادي ” أنا بالله و بالشرع من الرزق ديالي” تَحْدُث حادثة طحنٍ جديدة، لا تقل فضاعة و هولاً من واقعة مدينة الحسيمة، لكن هذه المرة بطعم الطفولة و الأنوثة و الجهاد في سبيل العلم و النور.
على بعد أقل من ستة أيام من حدث بيئي دولي ستحتضنه مدينة مراكش، تأبى الذئاب الغير الملتحية إلا أن تطحن شرف و كرامة تلميذة، ذات الأربعة عشر ربيعا، و تدرس بالثانوية الإعدادية بجماعة أولاد داود، إقليم تاونات، وتنحدر من دوار “أولاد مولاي اعمر” الذي يبعد بحوالي ستة كيلومترات عن مركز الجماعة.
الطفلة التلميذة اعترض سبيلها ثلاثة وحوش بشرية في طريق عودتها لمنزل أسرتها و قاموا باغتصابها بشكل جماعي.
الحادث ترك الضحية، حسب شهود عيان، تبدو كما لو أنها “مريضة بمس أو صرع”، أما حال أسرتها التي دمرها هذا الحادث البئيس بشكل كامل فهي في وضع يرثى له، وضع مُؤَثثٌ بالصدمة و الفقر و ضعف الحيلة.
وقائع كهذه يجب إعطاؤها نفس الاهتمام المتمثل في الاستنكار و الإدانة و التعريف بها على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها هي الأخرى تتعلق “بطحن الكرامة الإنسانية” طحن يخدش في جبين قيمنا الإنسانية المتعلقة بالطفولة و علاقتنا بالأخلاق الكونية التي أجمعت على إدانة المس بالشرف، و كذا بتهاوننا و تساهلنا كمجتمع اتجاه الذين يجعلون حياة المغاربة جحيما و عذابا نفسيا و بدنيا.
ترى كيف سيتحرك رجال القانون، و الساهرين عليه، بإقليم تاونات اتجاه هذه الجريمة النكراء ..؟