في صالح من تخوين المناضلين ..؟
يوسف الإدريسي
طفت مؤخرا على المشهد التواصلي بمدينة اليوسفية عبارات التخوين والتشكيك في صدقية ومصداقية المناضلين المحليين، إلى الحد الذي ينذر بتصدع الجدار الوقائي للمدينة، هذا الجدار وإن أصابه الوهن في الآونة الأخيرة فإنه سيظل ترساً وقائيا ضد أي زحف مرتقب.
إبان مرحلة الاستثناء 1965- 1975 عمد العقل السياسي الرسمي من خلال المؤسسة المخزنية إلى انتهاج أسلوب تخوين المناضلين آنذاك في محاولة لإحداث شروخ بينهم في انتظار فرصة الانقضاض، وقد أفلح في ذلك، بل أكثر من ذلك دجّن بعضهم واحتوى البعض الآخر، وبعد ذلك أدخل الجميع إلى حضنه من النافذة بانحناءة سجلها التاريخ.
منذ الأزل تاريخ البشر يضم الكثير من الثقوب السوداء، ولكن هناك ثغورا عميقة، يدخل منها الهواء؛ هواء الحرية والكرامة وإن تمايز مقدار منسوبيهما لدى المناضلين أنفسهم.
قد يختلف المناضلون فيما بينهم لسوء تقدير أو خطإ في التقرير، غير أن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يزيغ عن مسار الفعل التدافعي القابل للتعثر والوقوف، بل يجب أن يخضع لمنطق تدبير الاختلاف، حتى لا يُستثمر أحسن استثمار من قبل دعاة التحكم.