برنامج مسار سار مرة أخرى على المسار ..!
عبد الصمد لفضالي
بعد أن استضاف برنامج مسار الذي يقدمه الزميل عتيق بنشيكر بالقناة الثانية، السيدة حبيبة شاكر المهاجرة من أصول مغربية بأمريكا الشمالية، و الحاصلة على دكتورتين، الأولى في العلوم الكميائية و الثانية في علوم المناعة والباحثة في العلوم المخبرية، سار مرة أخرى برنامج مسار على المسار الصحيح، عندما استضاف الشاب من أصول مغربية كمال الودغيري العالم بالوكالة الفضائية الأمريكية ” ناسا ” و المشرف على إرسال “المحطة ربوط” إلى كوكب المريخ، لكن المثير للانتباه، هو أنه في هذه الاستضافة التكريمية للعالم كمال الودغيري، كما في استضافة العالمة حبيبة شاكر لم نسمع بكثرة كلمة أستاذ التي ينعت بها كل من “قطر به السقف”، ممن يحسبون على فن الرقص و الغناء الساقط و (تشياخت)، كما لا أدري من أي قاموس حصل هؤلاء ” الفنانون ” على الأستاذية، و كيف يتجرؤون على مسخ صفة أستاذ و يلصقونها بمرتزقة ما يسمونه ” الفن ” والذين يزدادون تفريخا على مدار الساعة، فلو أن هذا الكم الهائل من أساتذة الفن الساقط و التمييع و (تشياخت) كان لنا مثله من عينة الأستاذة حبيبة شاكر و الأستاذ كمال الودغيري، لكنا في طليعة المجتمعات المتقدمة، فبدل أن يكرم هؤلاء العلماء و تعقد معهم لقاءات منتظمة و مستمرة، تعطى الأهمية لغيرهم من المحسوبين على الفن الساقط الذي لا يستيفيد منه المجتمع المغربي أي شيء، سوى تضييع الوقت و المال و تأنيث و تخنيث الشباب بدل العودة بهم إلى رجولة أسلافهم. فماذا سيسفيد الشباب من الفن الساقط، سواء تجلى في غناء أو تمثيل أو فكاهة ” باسلة ” ..؟ في حين أن الفن في تعريفه العام استثمار وقت الفراغ في أشياء جميلة تحسن الذوق وتهذب الأخلاق، وليس تخديرهم بما لا و لن ينفعهم شيئا. كما أنه عوض أن تتابع وسائل الإعلام حياة الفنانين الذين ليس لهم أي تأثير إيجابي على الأخلاق و تقدم البلاد و العباد، يجب عليها ـ أي هذه المنابر الإعلامية ـ أن تتابع حياة العلماء و الباحثين أمثال السيدة حبيبة شاكر و السيد كمال الودغيري من أجل الاستفادة من خبرتهم العلمية و تحفيز الأجيال الناشئة على اقتفاء طريقهم نحو العلم و التعلم.