*محمود حاتم

تابعنا يوم الأربعاء ريبورتاجا بثته قناة (2M) العمومية، حول الأحداث التي اندلعت بالموقع الجامعي بمراكش، وما خلفته من وفاة لطالب في مقتبل العمر، فالقناة بثت خلال نشرتها المسائية تقريرا حول وفاة الطالب الجامعي، بدأت فيه التقرير بقول مقدم النشرة : ” متأثرا بجراحه توفي صباح اليوم بمستشفى ابن طفيل بمراكش طالب جامعي كان ضحية اعتداء مسلح يعتقد أنه من طرف مجموعة محسوبة على الطلبة الصحراويين الانفصاليين”.
القناة ربطت الحادث بأنه اعتداء على طالب مناصر للقضية الأمازيغية ومدافع عن مغربية الصحراء، والمعتدي هم طلاب محسوبين على الصحراوين الانفصاليين حسب ماجاء في التقرير، لتكرر الكلمة أكثر من سبع مرات خلال التقرير الذي لم تتجاوز مدته دقيقتين وأربعون ثانية، وتبتعد بتغطيتها هاته عن الحقيقة التي مردها حسب الطلبة هناك إلى مواجهات بسبب ما اعتبرته الحركة الأمازيغية هناك تمييزا إيجابيا للطلبة الصحراويين في التسجيل بسلك الماستر في الجامعة، وهو ما لم يستسغه بعض من الطلبة الصحراويين، وتبدأ المواجهة بين الطرفين، وهي صورة تتكرر كثيرا بالحرم الجامعي.
من هنا يمكننا القول بأن القناة التي نؤدي ضرائبها نحن المواطنون – وهنا لن أقول الصحراويون لكي لا أكون عنصريا مثل القناة – تبث خطابا تحريضيا مخالفا لميثاق الصحافة والإعلام يدعو للتفرقة بين مكونات المجتمع المغربي الواحد، ولأن المجتمع المغربي هو مجتمع متماسك يعرف تعايش بين كل هاته الفئات، وهذا مايضمنه دستور المملكة ويقره، فهذه الحادثة ليست هي الأولى من نوعها، فلقد عرفت المواقع الجامعية سقوط طلبة صحراويين قتلى في حوادث مماثلة، أبرزها ما عرفه الحي الجامعي السويسي الأول بالرباط، يوم 21 ابريل 2011، حين قتل الطالب هباد حمادي دون أن يذكر في القنوات العمومية، وكأننا لا نستحق ذلك.
لذا أتمنى أن يراجع الإعلام العمومي، وحتى الجرائد والمواقع الإلكترونية مواقفها والطريقة التي يتعاملون بها مع الصحراء والصحراويين لأنكم إذا كنتم تعتبرون أن الصحراء مغربية والصحراويون مغاربة، فابتعدوا عن مثل هذه الخطابات

*عضو الأمانة الإقليمية للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة – أسا/الزاك