بقلم- سعيد ودغيرى حسني

لطيفة أحرار واحدة من أبرز الأسماء في الساحة الفنية المغربية، تجسد جدلية الفن وحدود التعبير في مجتمع يتشابك فيه التراث الديني مع التقاليد الاجتماعية .. من خلال أعمالها التي تتميز بجرأتها واختلافها أثارت أحرار موجة من النقاشات حول قضايا حرية الإبداع ومرجعياته الثقافية، لتصبح رمزًا للصراع المستمر بين الفن والقيم السائدة

جرأة فنية تُثير الجدل

عرفت لطيفة أحرار بأعمالها المسرحية التي تخاطب قضايا اجتماعية وإنسانية حساسة، مثل مسرحية “كفر ناعوم” التي مثلت ذروة الجدل .. في هذا العمل، تناولت أحرار مواضيع تمس الحرية الفردية والجندر .. لكنها، أثارت استياء شريحة من الجمهور بسبب ظهورها بملابس البحر على خشبة المسرح، ما اعتبره البعض خرقًا للمعايير الأخلاقية

دافعت أحرار عن اختياراتها قائلة: إن الفن يجب أن يكون حُرًا ولا يخضع لقيود تقليدية .. معتبرة، أن الهدف من أعمالها هو فتح النقاشات وتسليط الضوء على القضايا المسكوت عنها في المجتمع

الانتقادات والفتاوى الدينية

أثارت أدوار أحرار ردود فعل عنيفة من علماء دين وشخصيات محافظة وصلت إلى إصدار تصريحات تنتقد ظهورها .. معتبرة أن ما تقدمه يسيء للأخلاق العامة .. ومع ذلك، كانت أحرار صريحة في دفاعها عن قناعاتها .. مؤكدة، أنها فنانة تمارس دورها في التعبير عن قضايا مجتمعية بطريقة إبداعية .. قالت في إحدى المقابلات: “الفن وسيلة للتعبير والتنوير، وليس أداة للانحلال كما يتصور البعض”

الفن بين الحرية والقيود

تجربة لطيفة أحرار تكشف عن معضلة أعمق .. كيف يمكن للفنان أن يوازن بين الجرأة الفنية واحترام المرجعيات الثقافية للمجتمع ..؟ يرى البعض، أن ما تقدمه أحرار يتجاوز حدود المقبول اجتماعيا، بينما يعتبرها آخرون نموذجًا لفنانة تدفع المجتمع إلى التفكير والتغيير

النقاش الذي أثارته أحرار لم يقتصر على الأوساط الدينية فقط، بل امتد إلى المثقفين والفنانين .. فبينما انتقدها البعض .. معتبرين، أن لجوءها إلى “الإثارة” يعكس أزمة في الإبداع .. دافع آخرون عن موقفها باعتباره جزءًا من حق الفنان في التعبير

إسهام أحرار في المشهد الفني المغربي

رغم كل الانتقادات لا يمكن إنكار تأثير لطيفة أحرار على المسرح المغربي .. بفضل جرأتها واختياراتها المختلفة ساهمت في تحريك المياه الراكدة وإثارة النقاشات حول قضايا حيوية، تتعلق بالحرية الفردية ودور الفن في مواجهة القيود الاجتماعية والدينية

خلاصة القول

لطيفة أحرار ليست مجرد ممثلة، بل رمز لصراع أكبر يدور حول الفن وحدوده في مجتمع عربي يتشابك فيه الموروث مع الحداثة .. بين الجرأة الفنية والفتاوى الدينية، تظل أحرار شخصية مثيرة للجدل .. لكنها، أيضًا محفزة للتفكير حول قيمة الفن ودوره في التغيير الاجتماعي